مراكز تميز تكنولوجية تونسية لتعزيز مشاريع العملاق الألماني دراكسلماير

"يتجاوز قطاع تصنيع مكونات السيارات في تونس  مرحلة الأزمة العالمية في المجال والانتقال الى السيارات الكهربائية بسلاسة .و لم يتأثر بصفة مباشرة ما عدى بعض التذبذب المسجل في التزود عند تردد سوق التوريد في تحديد سقف اعتماد السيارات الكهربائية في أوروبا بصفة نهائية.لكنها كانت ظرفية ومحدودة حيث تواصل الخبرة التونسية في المجال جذب الأسواق والحفاظ على عملائها .

لكن يظل النقص المسجل في اليد العاملة المختصة هو الاشكال الوحيد الذي يواجهه القطاع  " هذا ما ورد على لسان مرشد بن حامد، مدير  وحدة  تصنيع مكونات السيارات دراكسلماير بزاوية سوسة خلال الزيارة التي نظمتها الجمعية التونسية  لمصنعي مكونات السيارات الى عدد من الوحدات المختصة في المجال.و دعا بن حامد  السلطات المختصة الى تشريك المهنيين بقطاع تصنيع مكونات السيارات في  المراجعات  والتفكير بخصوص التكوين الأكاديمي والتقني. وان تتوفر الاطارات  التونسية وتتميز بالجودة على سبيل المثال مهندسي البرمجيات  وهم من بين الأفضل في المنطقة ونقطة قوة القطاع فان الواقع  يصطدم  اليوم بهجرة هذه الكفاءات.من جهة أخرى لا يتلائم  تكوين اليد العاملة التقنية المختصة والغير المختصة مع سوق الشغل.

5 مواقع انتاج ومركز بحث

وتنتج وحدة التصنيع  دراكسلماير  زاوية سوسة جملة من  مكونات السيارات والأكسسوارات على وجه الخصوص للعلامات الفاخرة.يشار الى أن العملاق الألماني دراكسلماير اختار  تونس سنة 1974 لإنشاء أول موقع إنتاج له خارج ألمانيا . ومن ورشة صغيرة لتجميع المكونات الكهربائية تضم فريقًا من 10 عاملات في  سوسة، تطور وجودها في تونس على مدى الخمسين عامًا الماضية لتصبح لاعبًا رئيسيًا في صناعة السيارات، حيث توظف حوالي 10 آلاف  موظفا .وساهم تطور المستوى الأكاديمي لليد العاملة في نمو فروع الشركة وتوسيعها لنشاطها في تونس . وهو موزع على 5 مواقع إنتاج ومركز للبحث والتطوير.وتمتلك  اليوم خمسة وحدات  إنتاج، أربعة مصانع مخصصة  في تصنيع حزم الكابلات، ووحدة متخصصة في المنتجات الداخلية، وتقع هذه المواقع في سوسة والمهدية والمنستير وسليانة.

و اعتبرت من الشركات الأجنبية  التي لعبت دورا   محوريًا وهامًا في التنمية الاقتصادية  في تونس   بتوفير آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، مما أتاح فرصًا للعديد من الأسر في سوسة على وجه الخصوص  وعزز الاقتصاد المحلي.يُضاف إلى ذلك الاستثمارات المستمرة في البنية التحتية المحلية، وقد أُقامت شراكات استراتيجية عديدة مع الجامعات التونسية والموردين، مما عزز تطوير الصناعة المحلية وحفّز الابتكار. 

تكنولوجيا 4.0

و تميزت المجموعة  في تونس باعتمادها  لآخر التطورات التكنولوجية، لا سيما في تطوير أنظمة الأسلاك المبتكرة للسيارات الكهربائية وتطبيق أحدث عمليات الإنتاج الآلية على غرار التكنولوجيا 4.0،  مع إنشاء مراكز التميز وفق ما كشف عنه بن حامد .وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة دراكسلماير في تونس تدير حاليًا أربعة مراكز تميز متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، والتصميم، وهندسة البرمجيات، وإدارة المنتجات التقنية. وستساهم هذه المراكز في تعزيز عمليات دراكسلماير العالمية بشكل كبير. حيث تستقطب  المهندسين التونسيين  ذوي الكفاءات العالية من خلال مراكز التميز الأربعة المذكورة،و يقومون بتطوير أنظمة الأسلاك والأنظمة الكهربائية المدمجة، وتقديم حلول تكنولوجيا المعلومات ودعم مشاريع عملاء مجموعة دراكسلماير في جميع أنحاء العالم.

وبفضل الاستثمارات الكبيرة في الموقع الجديد في مدينة جمال بولاية المنستير، والمقر الرئيسي الجديد ومركز الابتكار في قطب سوسة التكنولوجي ينتظر أن تواصل دريكسلماير تونس لعب دور محوري في  تنمية صناعة مكونات السيارات في تونس عن طريق استقطاب صناعات المستقبل من سيارات كهربائية ووسائل نقل ذكية .

انتصار عنتر