صناعة السيارات في تونس بين المكاسب ومتطلبات النقل الذكي

صناعة السيارات في تونس بين المكاسب ومتطلبات  النقل الذكي

 

يحقق قطاع صناعة مكونات  السيارات في تونس  تطورا  ويعزز مكانته بين منافسيه اقليميا في هذه  الصناعية الحيوية الوازنة بالناتج المحلي الاجمالي.و يفسر النمو الذي يعرفه القطاع بالكفاءات البشرية واستراتيجية الابتكار.ومع  بلوغ  عدد الشركات المتخصصة  إلى أكثر من 280 شركة سنة 2025، ترسخ  صناعة المكونات والاكسسوارات للسيارات موقعها كمركز صناعي رئيسي في شمال افريقيا. وبفضل النمو المتواصل، و نظام بيئة الأعمال  المتكاملة، وجاذبيتها المتزايدة للمستثمرين الدوليين، أصبح هذا القطاع اليوم أحد ركائز الاقتصاد الصناعي الوطني.

 

حيث تضاعف عدد الشركات العاملة في هذا القطاع أكثر من مرتين في العشرين سنة الأخيرة. وتزامن مع  ظهور سلسلة قيمة مضافة  متكاملة تغطي جميع اختصاصات صناعة السيارات. فمن أسلاك التوصيل الكهربائية إلى الميكانيكة، ومن المكونات البلاستيكية إلى الإلكترونيات، بما في ذلك هندسة البرمجيات وقطع الغيار، قامت تونس تدريجياً ببناء منظومة متنوعة ومتكاملة، قادرة على تلبية متطلبات كبرى الشركات العالمية بما فيها العلامات الفاخرة للغاية  الألمانية والانقليزية والأمريكية على غرار بورش وبارتلينغ وجاغوار.

 

 

وصرح نائب رئيس الجمعية التونسية للسيارات  TUNISIAN  AUTOMOTIVE ASSOCIATION عماد شرف الدين  لكاب نيوز ، أن سنة 2025  شهدت دخول 20 شركة جديدة  حيز العمل بالإضافة الى توسعة مصانع أخرى .كما   ارتفعت  الصادرات بنسبة 13 بالمائة خلال سنة 2025  .وبلغت  قيمة الاستثمارات خلال هذه السنة 500 مليون دينارا.

 

 

 

مداخيل تناهز 4 مليارات يورو

 

و يوظف هذا القطاع حاليًا أكثر من 120 ألف شخص، ويساهم بنحو 3.9 مليار يورو في الصادرات. ويستند هذا الأداء إلى معدل نمو سنوي متوسط ​​يُقدر بنحو 16في المئة منذ عام 2018، مدعومًا بفرص واعدة في الأسواق الأوروبية، ولا سيما ألمانيا وفرنسا ورومانيا وإيطاليا، التي تستحوذ على الجزء الأكبر من الصادرات التونسية.

 

واعتمدت  القدرة التنافسية لصناعة السيارات التونسية بشكل أساسي على جودة كفاءاتها البشرية . إذ تتمتع البلاد بنسبة عالية من الخريجين في المجالات العلمية والتقنية، إلى جانب انخفاض تكاليف العمالة والطاقة فيها، ما يجعلها من بين الأكثر  جاذبية في المنطقة. وتتعزز هذه المزايا بموقعها الجغرافي الاستراتيجي لقربها من موانئ أوروبية رئيسية، فضلاً عن شبكة اتفاقيات تجارية تغطي ما يقارب 100 دولة.

 

 

مدينة ذكية للسيارات

 

في الوقت نفسه يتجه القطاع بخطى ثابتة نحو التقنيات المستقبلية. وقد أنشأت العديد من الشركات العالمية الرائدة مراكز تطوير في تونس متخصصة في الأنظمة المدمجة، وبرمجيات السيارات، والمكونات الإلكترونية، والحلول المخصصة للانتقال الى  وسائل النقل  الكهربائية. ويدعم هذا الزخم شبكة من المراكز التقنية والبحثية على غرار تلك المتواجدة بجملة من المعاهد العليا المتخصصة  و على سبيل المثال بالقطب التكنولوجي نوفايشن سيتي بسوسة ، مما يساهم في تعزيز قدرات الابتكار والبحث والتطوير في القطاع الصناعي المحلي.

 

 

يشار الى أن تونس تستعد لإنشاء  أحد أهم  المشاريع  في هذا المجال ، ويُمثل إطلاق مشروع المدينة الذكية للسيارات خطوة حاسمة. وتهدف هذه المنطقة الصناعية الذكية، التي تمتد على مساحة 200 هكتار، إلى دمج الإنتاج الصناعي والبحوث التطبيقية والتدريب والتقنيات الجديدة، مع إمكانية خلق 150 ألف فرصة عمل، ورفع مستوى الخدمات المقدمة في تونس بشكل ملحوظ.

 

و تُعدّ الجمعية التونسية للسيارات  صوت المهنيين بهذا القطاع و الجهة الفاعلة الرئيسية في هذه الصناعة.  وقد أسست سنة 2016 و تضطلع بدور محوري في هيكلة القطاع، ودعم المستثمرين، وتعزيز المعايير الدولية  لا سيما فيما يتعلق بالاستدامة والتنافسية. كما ساهم توقيع ميثاق تنافسية صناعة السيارات في تعزيز التعاون بين الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص. ويسعى المهنيون الى تجاوز المكاسب الحالية للتأقلم مع التحولات السريعة التي تشهدها صناعة السيارات في  العالم مع  الانتقال الى اعتماد السيارات الكهربائية قريبا بالبلدان الاوروبية الوجهة الأولى للصادرات التونسية.ومن أهم التحديات التي تواجهها عدم تأقلم التكوين الأكاديمي مع متطلبات سوق الشغل رغم جودة الاطارات في مجال الهندسة  وضبابية  مستقبل  سوق السيارات  الكهربائية وسقف  الطلب  على السيارات التقليدية في انتظار الحسم في تاريخ الاعتماد بصفة كلية على الصنف الصديق للبيئة والسيارات الذكية .

 

انتصار عنتر

 

 

 

 

 

 

 

 

Image