قادة بريكس ينبهون الى مخاطر رسوم ترامب على النمو

 قادة بريكس  ينبهون الى مخاطر رسوم ترامب على النمو

 

 

اجتمع قادة مجموعة «بريكس» الأحد،  في ريودي  جانيرو   محذرين من أن الرسوم الجمركية «العشوائية» التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهدد الاقتصاد العالمي وتعوق مسارات النمو.

وتضم المجموعة 11 دولة ناشئة، من بينها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وتشكل نحو نصف سكان العالم و40% من الناتج الاقتصادي العالمي.

ورغم الخلافات المتعددة بين دول التكتل، فإن الزعماء وجدوا أرضية مشتركة في انتقاد السياسات التجارية الأميركية، خاصة الرسوم الجمركية المتكررة التي تطلقها إدارة ترامب وفي البيان الختامي للقمة، أعرب القادة عن «قلق بالغ إزاء تصاعد الإجراءات الأحادية من رسوم جمركية وغير جمركية»، واصفين إياها بأنها «غير قانونية وتعسفية».

وكان ترامب قد هدد في أبريل بفرض رسوم مشددة على الحلفاء والخصوم على حد سواء، لكنه تراجع بعد اضطراب حاد في الأسواق، محذراً في الوقت ذاته من أن هذه الإجراءات ستُعاد ما لم يتم التوصل إلى اتفاقيات تجارية بحلول الأول من أغسطس.

واعتبرت مجموعة بريكس أن هذه السياسات تنتهك قواعد التجارة العالمية، وتهدد بمزيد من التراجع في التجارة الدولية، ما يؤثر سلباً على آفاق التنمية الاقتصادية العالمية.ورغم أن البيان لم يذكر الولايات المتحدة أو ترامب بالاسم، فإن الانتقاد جاء واضحاً موجّهاً إلى ساكن البيت الأبيض في 1600 شارع بنسلفانيا.وحسب معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن، فإن سياسات ترامب الجمركية قد تقتطع نقطتين مئويتين من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، مع آثار سلبية تمتد من المكسيك إلى الخليج العربي الغني بالنفط.

 

ومنذ انطلاقتها قبل عقدين كمنصة للاقتصادات الصاعدة، بات يُنظر إلى مجموعة بريكس على أنها أداة تقودها الصين لموازنة النفوذ الغربي، ومع توسيعها لتشمل دولاً مثل إيران وإندونيسيا، برزت التحديات في التوصل إلى توافق بشأن قضايا عالمية، من الحرب في غزة إلى إصلاح المؤسسات الدولية.

وقد خفّ الزخم السياسي لقمة هذا العام بسبب غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي قاطع القمة لأول مرة منذ توليه الرئاسة قبل 12 عاماً، كما غاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المتهم بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، لكنه شارك عبر تقنية الفيديو، مؤكداً أن «نفوذ بريكس يزداد» وأنها أصبحت «عنصراً أساسياً في الحوكمة العالمية».

رغم ذلك، يُعد غياب شي ضربة للمجموعة وللرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي يسعى إلى تعزيز دور بلاده على الساحة الدولية، وقد رحّب لولا بالزعماء على خليج غوانابارا الخلاب، مؤكداً أن التعددية مهددة، منتقداً في الوقت ذاته حلف الناتو وإسرائيل.واتهم لولا حلف شمال الأطلسي بتغذية سباق تسلح دولي من خلال خطته لإنفاق 5% من الناتج المحلي على الدفاع، قائلاً: «من الأسهل دائماً الاستثمار في الحرب بدلاً من السلام»، كما وصف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها «إبادة جماعية».غاب أيضاً الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن القمة، رغم أن بلاده ما تزال تتعافى من حرب استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، ومثّلها وزير الخارجية عباس عراقجي.

لكن إيران حظيت بدعم دبلوماسي من حلفائها داخل بريكس الذين أدانوا الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية الأخيرة على مواقع عسكرية ونووية ومدنية داخل إيران، معربين عن «قلق بالغ من الهجمات المتعمدة على البنية التحتية المدنية والمنشآت النووية السلمية».

وتتهم الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبية، طهران باستخدام برنامجها النووي المدني كغطاء لإنتاج سلاح نووي، ورغم ذلك، تجنّب البيان الختامي ذكر إسرائيل أو واشنطن بالاسم، في ما يبدو أنه محاولة لإرضاء دول مثل البرازيل التي تربطها علاقات جيدة مع الغرب.

 

Image