كاب نيوز- تونس – شاركت آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، الاثنين 7 مارس 2022 في فعاليّات المؤتمر العربي “المرأة العربية، تميّز وتطلّع” الذي ينتظم بالجزائر تحت إشراف رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الموافق ليوم 08 مارس من كل سنة.
واستعرضت الوزيرة، في كلمتها عبر تقنية التواصل عن بعد، المسار التاريخي لدعم حقوق المرأة التونسية عبر نضالات الأجيال المتعاقبة من المفكّرين والمصلحين قائلة إنّه يمثّل “دلالة على القيمة النوعيّة والكميّة للموروث الحضاريّ والثقافيّ والاجتماعيّ والعلميّ للمرأة التونسية منذ قرون”.
واعتبرت الوزيرة أنّ قرار قيس سعيّد رئيس الجمهوريّة، بتكليف نجلاء بودن، أوّل رئيسة حكومة على المستوى العربي والإفريقي، يعدّ منطلقا جديدا لدعم مكاسب النساء التونسيّات وتعزيز أدوارهنّ المتّقدمة في أخذ القرار والمشاركة في الحياة العامة، وفق مقاربة تنتصر للحقوق الانسانيّة وقيم المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين.
وبيّنت أنّ تصنيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للعام 2020 المرأة التونسية يعكس ما أحرزته المرأة التونسية من إبداع وتميّز، حيث احتلت المرتبة الأولى ضمن قائمة الأفريقيّات والعربيّات الرائدات في مجال البحث العلمي، باعتبار أن 55.1 % من الباحثين التونسيين هم من النساء، وتعدّ هذه النسبة الأكبر في إفريقيا والعالم العربي.
كما أضافت الوزيرة أنّ 65 % من التونسيين الحاصلين على درجة البكالوريا و69 %من حملة الدكتوراه هم من النساء حسب تقرير منفصل لليونسكو في العام الماضي، كما أن 60 % من الطلبة في الجامعات التونسية وثلثي المتخرجين هم أيضا من النّساء، و70 %منهن متخرّجات من جامعة الطب.
وأشارت إلى تصدّر المرأة التونسيّة قائمة الدول العربيّة في مجال البحث العلمي والابتكار بنسبة 55 %مقابل متوسط 39 % للمنطقة العربيّة، وذلك في إطار مقاربة تأخذ بعين الاعتبار النوع الاجتماعيّ حول حصّة المرأة في مجال البحوث العلميّة مقارنة مع الرجل.
في جانب متّصل، أبرزت الدكتورة آمال بلحاج موسى جهود الوزارة لتشجيع الباحثات التونسيّات ومزيد دعم ارتقائهنّ العلمي والمعرفي من خلال إسناد جائزة أفضل بحث علمي نسائي منذ سنة 2009، وجائزة أخرى لفائدة المرأة في الوسط الريفي، مثنية على الإسهامات العلميّة والفكرية والإبداعية للمرأة في المشهد الثقافي والفكري من خلال حضورها الفاعل في الفضاء العمومي وفي تنمية النّقاش العمومي.
وأكّدت أهميّة الاعتراف الكامل بما تنجزه المرأة من نضالات من أجل الوصول الى المساواة التامة مع الرجل، خاصة فيما يتعلق بفرص التشغيل والارتقاء العلمي والبحثي للنساء في الجامعات العربيّة نتيجة إلى تعدد مسؤوليّات المرأة وتوزيع الأدوار بين الجنسين وداخل الأسرة الذي يحتكم إلى النسق الثقافي التقليدي القائم بدوره على الجندرة.
ولاحظت الوزيرة أنّ وضعيّة المرأة في المجتمعات العربية تشكو من تجذر الصور النمطيّة في التمثّلات والممارسات الاجتماعيّة، داعية النخب الثقافية والسياسيّة من أجل معالجة أكثر جدوى وفعالية في مكافحة ثقافة التمايز بين الجنسين، مشيرة إلى دور وسائل الإعلام في التّصدي للتنميط المجتمعي للمرأة، وإيجاد السبل لتعزيز التكامل بين الثقافة والإعلام بوصفهما محركيْن أساسييّن لأي عملية تغيير تنويرية لخلق واقع أكثر إيجابية للمرأة العربية.
وفي كلمتها أوصت آمال بلحاج موسى جامعة الدول العربية بتحفيز المنظمات تحت الإشراف لإعداد موسوعات وفق المنهجية العلمية حول النساء العربيات المتميزات في شتى مجالات العلوم الصحيحة والتجريبية والاجتماعية والإنسانية والآداب عبر التاريخ وإصدار هذه الموسوعات بعدّة لغات للتعريف بتميّز المرأة العربية.